آخر الأحداث والمستجدات
إحالة رجل أمن قتل تلميذة بمكناس على خبرة طبية للتأكد من سلامة قواه العقلية
فتحت غرفة جنايات بعد النقض بمحكمة الاستئناف بمكناس، أخيرا، صفحات الملف رقم 14/210 (خلية نساء)، وأمرت بإحالة المتهم (ه.ع) على خبرة عقلية للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، ويتعلق الأمر برجل أمن برتبة مقدم، الذي كان أدين ابتدائيا بالسجن المؤبد، بعد مؤاخذته، في الملف الجنائي الابتدائي رقم 13/62 (خلية نساء)، من أجل جناية الضرب والجرح العمديين المفضيين إلى الموت دون نية إحداثه، قبل أن تراجع غرفة الجنايات الاستئنافية بالمحكمة ذاتها العقوبة وتجعلها 20 سنة سجنا، مع الصائر والإجبار في الأدنى.
وتفجرت القضية في منتصف ليلة سادس يوليوز 2012، عندما أشعرت المصالح الأمنية بمكناس بنقل فتاة في مقتبل العمر إلى المركز الاستشفائي الجهوي محمد الخامس بالمدينة على متن سيارة خاصة، وهي في وضعية صحية جد حرجة نتيجة إصابتها بجروح بالغة في صدرها وظهرها وكتفها، قبل أن تلفظ آخر أنفاسها الأخيرة بقسم المستعجلات، متأثرة بالطعنات القوية التي تلقتها بواسطة السلاح الأبيض، استنادا إلى تقرير التشريح الطبي الذي خضعت له جثة الضحية المسماة قيد حياتها(ك.م)، التي جرت تصفيتها على يد الظنين(ه.ع).
لم يكن يدور بخلد التلميذة (ك.م)، التي أنهت تحصيلها الدراسي بنجاح، وأخذت في الاستمتاع بالإجازة الصيفية كغيرها من التلميذات، أن كرونولوجيا حياتها ستتوقف عن الدوران في تلك الليلة المشؤومة، بل ولم تكن تتوقع أبدا أن نهايتها ستكون بطريقة وحشية، وعلى يد رجل أمن من المفروض أن يحميها من بطش المعتدين وليس العكس، عندما خرجت رفقة خالتها بغرض التخلص من نفايات المنزل في المطرح المعد لذلك، لتكون ضحية اعتداء بالسلاح الأبيض من طرف الجاني، الذي باغتها بالقرب من منزل والديها، الواقع بقصر شعشاع بحي الدار الكبيرة، وعمد إلى طعنها عدة مرات لتسقط أرضا مضرجة في دمائها البريئة، استنادا إلى تصريح خالتها التي أفادت أن شخصا مجهولا تعقب خطواتهما، قبل أن يستل سكينا متوسطة الحجم من تحت ملابسه، ويقوم بمطاردتهما، ما جعلها تفر منه ليقصد ابنة أختها الضحية ويعتدي عليها، لتعلم بعد ذلك أن الجاني لم يكن سوى أحد قاطني الحي المذكور.
وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم (ه.ع)، من مواليد 1976 بمكناس، الذي كان يعمل بمفوضية الشرطة بمدينة الحاجب، التابعة لولاية الأمن بمكناس، بالمنسوب إليه، موضحا أنه كان موجودا بمطبخ المنزل حينما سمع الضحية تتلفظ بكلام يخدش الحياء، ما جعله يتحوز بالسكين ويتعقب خطواتها ويطعنها في أنحاء متفرقة من جسدها.
وأثناء استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من قبل الغرفة الثانية للتحقيق بالمحكمة عينها، امتنع المتهم عن الرد على أسئلة قاضي التحقيق، والشيء نفسه ساعة محاكمته ابتدائيا واستئنافيا، بعدما مثل في قفص الاتهام بلحية وشعر طويلين، مركزا نظره على سقف قاعة الجلسات رقم1، فضلا عن قيامه بحركات غير عادية، ما جعل دفاعه يلتمس من المحكمة عرضه على خبرة طبية للتأكد من مدى سلامة قواه العقلية ومسؤوليته الجنائية ساعة ارتكابه الجريمة، وهو الملتمس الذي لم تستجب له الغرفتان معا، بعدما قررتا اعتبار القضية جاهزة للمناقشة والبت فيها. في حين حضرت والدة الضحية مصرحة أنها فور إشعارها بالحادث هرعت إلى مسرح الجريمة لتجد فلذة كبدها تنزف دما وهي ملقاة على الأرض، مشيرة إلى أن الجيران هم من قاموا بنقل ابنتها إلى المستشفى، مبرزة أن الجاني كان يمارس مهامه بشكل طبيعي ولا تظهر عليه أعراض المرض النفسي.
الكاتب : | خليل المنوني |
المصدر : | جريدة الصباح |
التاريخ : | 2015-04-09 23:41:17 |